أشعر بالحاجة إلى النطق باسمكِ هذا اليوم .. أشعر بحاجة إلى أن أتعلق بحروفه كما يتعلق طفل بقطعة حلوى .. منذ زمن طويل لم أكتب اسمك في أعلى الرسائل . لم ازرعه شمساً في رأس الورقة .. لم تدفأ به .. واليوم ، وتشرين يهاجمني ويحاصر نوافذي ، أشعر بحاجة إلى النطق به . بحاجة إلى أن أوقد ناراً صغيرة .. بحاجة إلى غطاء .. ومعطف .. وإليك .. يا غطائي المنسوج من زهر البرتقال ، وطرابين الزعتر البريّ .. لم أعد قادراً على حبس اسمكِ في حلقي . لم أعد قادراً على حبسكِ في داخلي مدة أطول . ماذا تفعل الوردة بعطرها ؟ أين تذهب الحقول بسنابلها ، والطاووس بذيله ، والقنديل بزيته ؟ أين أذهب بكِ ؟ أين أخفيكِ ؟ والناس يرونك في إشارات يدي ، في نبرة صوتي ، في إيقاع خطواتي --------------- هذه رسالة غير عادية ، عن يوم غير عاديّ . قليلة جداً هي الأيام غير العادية في حياة الإنسان . الأيام التي يخرج بها من قفص بشريته .. ليصبح عصفوراً . يوم .. أو نصف يوم .. ربما .. في حياة الانسان كلها ، يخرج فيه من السيلول الضيق ، ليمارس حريته ، ليقول ما يشاء .. ويحرك يديه كما يشاء ويجبّ من يشاء في الوقت الذي يشاء